1- الحكمة من تركيب الشهوة الجنسية

يأتي دافع الشهوة الجنسية كأقدم الدوافع الشهوية وأشدها في عمق الكيان الإنساني؛ ليصبَّ في غريزة حب البقاء وعمارة الأرض. ويُلحظ أن ما تتبنَّاه بعض الفئات والأمم من استقذار مبدأ تركيب الشهوة الجنسية يخالف مبدأ الوجود الإنساني؛ إذ لا يمكن أن تتم عملية الإخصاب البشري بين زوجين بغير دافع الشهوة الملحّة، التي تقتحم حواجز النفس الإنسانية، وحدود الذات الفردية، كما قال العليم الخبير: "هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ". ولهذا جعلت الشريعة الخاتمة هذه العلاقة الشهوانية الضرورية في غاية الطُّهر؛ حيث باركتها بذكر الله تعالى، ورتَّبت عليها الأجر والثواب، وجعلتها سنة خير الخلق، بل إن عصارتها الشهوية المتدفِّقة من الزوجين، طاهرة من النجاسة على الراجح، وما كان لله أن يخلق الإنسان من عصارة نجسة، فعُلِمَ بالضرورة أن الشهوة الجنسية أصلها ليس من حظِّ الشيطان في شيء، وأنها من مستحبات الشريعة، ومطلوبات الدين.

وبناء على ما تقدم؛ فإن أيَّ صورة من صور التَّجنِّي على مبْعث الشهوة الجنسية بقطع سببها بالدواء، أو بتر أعضائها بالاعتداء كالخصاء للذكر، أو استئصال الرحم عند الأنثى، كل ذلك يدخل ضمن المذمَّة الشرعية، والمؤاخذة القانونية؛ بل إن مبدأ الزهادة في الدنيا وملذاتها -مع كونه من مستحبات الشريعة- لا يستوعب في نطاقه الشهوة الجنسية.

2- دور الحدود الشرعية في ضبط السلوك الجنسي

إن من أهم واجبات النظام الاجتماعي ضبط العلاقات الجنسية؛ لأن الغريزة بشدتها وإلحاحها تهدد في كل لحظة بانحرافها. وقد عاشت الأمة الإسلامية دهرًا من الزمن لا تعرف الفواحش الجنسية ومعاناتها الصحية إلا بالقدر الطبيعي. وقد ابتُليت الأمة الإسلامية في تاريخها الحديث بما ابتُليت به (أوروبا) قبل قرنين من الخلخلة الاجتماعية والفكرية؛ حيث استُبدلت الشريعة الإسلامية بالقوانين الوضعية في غالب الدول. أما أحكام الحدود الشرعية، وأسلوب تطبيقها فقد فقدت هي الأخرى طبيعتها وحدود معالمها، فلم يعد الأصل في الأبضاع الحرمة ما دام التراضي بين الطرفين قائمًا، بغض النظر عن نوع الجريمة؛ مثْلية كانت، أو غيريَّة، أو زنى محارم.

ومع أخذ دول العالم -بما فيها غالب الدول الإسلامية- بهذه القوانين، والعمل بها؛ فإن الواقع الأخلاقي يشهد بأنها لم تحمِ عرضًا، ولم تؤدب فاسقًا، ولا بد أن نعرف أن قضية العقوبات الجنسية عند الغربيين قضية صراع نفسي بين انفلات إنسان (أوروبا) الحديث من جهة، وبين تعسُّف نظام الكنيسة التاريخي من جهة أخرى، فبقدر إفراط الكنيسة القديمة في التحريمات والعقوبات، كان في المقابل تفريط المشرِّع الحديث في الإباحيات، فهو صراع أوروبي، لا يعرفه المسلمون عبر تاريخهم الطويل؛ لأنهم إنما يستمدون شرعتهم من المصدر المعصوم، الذي لا يجري عليه الخطأ. وعلى الرغم من ذلك، فقد بقي للجانب الروحي عند المسلمين دوره في كفِّهم عن كثير من الموبقات والانحرافات الأخلاقية والسلوكية؛ ومع كل هذا فإن إقامة الحدود في الشريعة الإسلامية ليست هدفًا في حدِّ ذاتها، بل هي وسيلة للإصلاح فإن حصل مراد الشارع الحكيم من الصلاح والاستقامة بالتوبة والإقلاع؛ وَجَبَ لمثل هذا السِّتْر والعفو.

3- فن التربية الجنسية للأطفال

4- حماية الولد من خطر الشذوذ الجنسي

5- مشروعية التربية الجنسية للفتاة المسلمة

6- طبيعة نمو الفتاة الجنسي (البلوغ)

7- طبيعة السلوك الجنسي للأنثى

8- دعم مشاريع الزواج المبكر

9- تطهير المجتمع من أسباب الفتنة الجنسية

10- صيانة أعراض النساء من الانتهاك الجنسي